الأرتيكاريا عند الأطفال: أسبابها، أعراضها، وطرق علاجها
مقدمة
تعتبر الأرتيكاريا من الأمراض الجلدية الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص، بما في ذلك الأطفال. تعرف الأرتيكاريا بأنها حالة طبية تتمثل في ظهور بقع حمراء وحكة على الجلد نتيجة تفاعل تحسسي. على الرغم من أن هذه الحالة قد تكون غير خطيرة في العديد من الأحيان، إلا أن التعامل معها يتطلب معرفة دقيقة بالأسباب المحتملة وطرق العلاج المتاحة. سنتناول في هذا المقال كل ما يتعلق بالأرتيكاريا عند الأطفال، بداية من أسبابها المختلفة، مرورًا بالأعراض، وصولًا إلى طرق التشخيص والعلاج.
1. ما هي الأرتيكاريا؟
الأرتيكاريا هي طفح جلدي يتسبب في ظهور خلايا جلدية منتفخة نتيجة تجمع السوائل في الطبقات السطحية من الجلد. تظهر الأرتيكاريا على شكل بقع حمراء أو وردية قد تكون مرتفعة عن سطح الجلد، وتسبب حكة شديدة قد تؤدي إلى إحساس بعدم الراحة لدى الطفل المصاب. يمكن أن تستمر هذه البقع لفترات تتراوح من بضع ساعات إلى بضعة أيام، وقد تظهر وتختفي في نفس المكان أو تنتقل إلى مناطق أخرى من الجسم.
2. أنواع الأرتيكاريا عند الأطفال
تنقسم الأرتيكاريا عند الأطفال إلى نوعين رئيسيين:
-
الأرتيكاريا الحادة: تكون هذه الأرتيكاريا قصيرة الأمد، وعادة ما تختفي خلال أسبوعين أو أقل. يحدث هذا النوع بسبب تفاعل الجسم مع مواد معينة مثل الأطعمة، الأدوية، أو العدوى الفيروسية.
-
الأرتيكاريا المزمنة: تستمر لفترة أطول من الأرتيكاريا الحادة وقد تدوم أكثر من 6 أسابيع. يمكن أن تكون هذه الحالة نتيجة لتفاعلات مناعية مزمنة أو وجود حالات صحية أخرى.
3. أسباب الأرتيكاريا عند الأطفال
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الأرتيكاريا عند الأطفال، ويمكن أن تكون مناعية أو بيئية أو نتيجة لحالات صحية معينة:
-
التفاعلات التحسسية: واحدة من الأسباب الأكثر شيوعًا للأرتيكاريا هي الحساسية تجاه بعض المواد مثل الأطعمة (مثل الفول السوداني، البيض، أو الحليب)، الأدوية، أو مواد أخرى مثل اللاتكس.
-
العدوى الفيروسية أو البكتيرية: في بعض الحالات، قد يتسبب تعرض الطفل لعدوى فيروسية أو بكتيرية في ظهور الأرتيكاريا كأحد الأعراض.
-
التوتر والقلق: قد تؤدي الضغوط النفسية والتوتر إلى ظهور الأرتيكاريا لدى بعض الأطفال.
-
الحرارة أو البرودة: بعض الأطفال قد يعانون من الأرتيكاريا بسبب التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة أو التعرض للهواء البارد أو الساخن.
-
الأدوية: بعض الأدوية قد تسبب تفاعلات تحسسية تؤدي إلى ظهور الأرتيكاريا، مثل المضادات الحيوية أو مسكنات الألم.
-
العوامل الوراثية: في بعض الحالات، قد يكون هناك استعداد وراثي للإصابة بالأرتيكاريا.
4. أعراض الأرتيكاريا عند الأطفال
تختلف أعراض الأرتيكاريا باختلاف شدة الحالة وعمر الطفل. من أبرز الأعراض التي قد تظهر على الأطفال المصابين بالأرتيكاريا:
-
بقع حمراء أو وردية: تظهر على الجلد في مناطق مختلفة من الجسم. قد تكون هذه البقع مرتفعة عن سطح الجلد وتسبب حكة شديدة.
-
حكة شديدة: يعاني الأطفال المصابون بالأرتيكاريا من حكة قوية قد تؤدي إلى تهيج الجلد.
-
تورم الجلد: في بعض الحالات، قد يظهر تورم حول البقع الحمراء. قد يتسبب هذا التورم في شعور الطفل بعدم الراحة.
-
ظهور الطفح في مناطق مختلفة: قد يظهر الطفح في مناطق متفرقة من الجسم أو ينتقل من مكان إلى آخر بشكل سريع.
-
الطفح يختفي ويظهر مجددًا: من مميزات الأرتيكاريا أن البقع قد تختفي بعد فترة قصيرة وتظهر في أماكن أخرى على الجسم.
5. تشخيص الأرتيكاريا عند الأطفال
يتم تشخيص الأرتيكاريا بناءً على الفحص السريري للأعراض. في حالة وجود تفاعلات جلدية واضحة، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض الاختبارات الإضافية لتحديد السبب الدقيق للأرتيكاريا، مثل:
-
التاريخ الطبي: يطلب الطبيب من الوالدين معرفة ما إذا كان الطفل قد تعرض لأي مواد مهيجة أو أدوية جديدة أو عدوى مؤخراً.
-
اختبارات التحسس: قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات للتأكد من وجود حساسية تجاه الأطعمة أو المواد الأخرى.
-
تحليل الدم: يمكن أن يكون مفيدًا لتحديد إذا ما كان هناك أي اضطراب مناعي أو التهابية مرتبطة بالأرتيكاريا.
-
اختبار الوخز: يتم من خلاله إدخال مواد مهيجة تحت سطح الجلد في محاولة للكشف عن التحسس تجاه مواد معينة.
6. علاج الأرتيكاريا عند الأطفال
يتم علاج الأرتيكاريا عند الأطفال وفقًا للسبب الكامن وراء الحالة وشدة الأعراض. تشمل طرق العلاج الأساسية ما يلي:
-
مضادات الهيستامين: تعتبر مضادات الهيستامين من الأدوية الأساسية المستخدمة لعلاج الأرتيكاريا، حيث تعمل على تقليل الحكة وتقليل التورم الناتج عن التفاعل التحسسي.
-
الكورتيكوستيرويدات: في الحالات الأكثر شدة، قد يصف الطبيب أدوية الكورتيكوستيرويدات للحد من الالتهاب والسيطرة على الأعراض.
-
العلاج المناعي: في الحالات المزمنة أو التي لا تستجيب للعلاج التقليدي، قد يتطلب الأمر العلاج المناعي باستخدام أدوية تقلل من نشاط الجهاز المناعي.
-
العلاج الداعم: يشمل ذلك الراحة في بيئة معتدلة الحرارة وارتداء ملابس مريحة لتقليل التهيج، بالإضافة إلى استخدام مرطبات للحفاظ على رطوبة الجلد.
7. الوقاية من الأرتيكاريا عند الأطفال
على الرغم من أنه قد يكون من الصعب تجنب جميع الأسباب المؤدية للأرتيكاريا، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تساعد في الوقاية من ظهور الأعراض:
-
تحديد المواد المسببة للحساسية: من المهم تحديد الأطعمة أو المواد التي قد تثير الحساسية لدى الطفل، وتجنبها قدر الإمكان.
-
مراقبة حالة الطفل بعد تناول الأدوية أو الأطعمة الجديدة: من الأفضل متابعة حالة الطفل بعد تناول أي دواء أو طعام جديد.
-
تقليل التوتر والضغوط النفسية: يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل في تقليل ظهور الأعراض المرتبطة بالتوتر.
-
ارتداء ملابس قطنية وتجنب التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة: يساعد ذلك في تقليل التهيج الذي قد يسببه تغير درجات الحرارة.
8. الخلاصة
الأرتيكاريا عند الأطفال هي حالة جلدية يمكن أن تكون مزعجة ولكنها غالبًا ما تكون غير خطيرة. رغم أن الأسباب قد تتنوع بين التفاعلات التحسسية، العدوى، والتغيرات في درجات الحرارة، فإن الأعراض عادة ما تكون قابلة للعلاج باستخدام مضادات الهيستامين أو الأدوية الأخرى. من المهم أن يتابع الآباء حالة أطفالهم بعناية وأن يعملوا مع الأطباء لتحديد الأسباب وتقديم العلاج المناسب للحالة.

